تباطؤ التضخم في منطقة اليورو إلى 2.4 % مع تعزيز رهانات خفض الفائدة

تباطأ التضخم في منطقة اليورو إلى 2.4% في فبراير من 2.5% في الشهر السابق بمعدل أقل من التوقعات، ما يؤكد مبررات خفض جديد لأسعار الفائدة من البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس، كما يعزز الرهانات على مزيد من التيسير النقدي في الأشهر المقبلة.
ويقترب التضخم خطوة من هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2%، وكانت توقعات فبراير تشير إلى 2.3%.
التضخم هو معدل ارتفاع الأسعار مع مرور الوقت، ما يؤدي إلى انخفاض القوة الشرائية للعملة. يُقاس عادة من خلال مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) أو مؤشر أسعار المنتجين (PPI). عندما يحدث التضخم، تزداد تكلفة المعيشة للمستهلكين لأنه يصبح عليهم دفع مبلغ أكبر لنفس السلع والخدمات التي كانوا يحصلون عليها بمبلغ أقل من قبل.
باستثناء أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، تباطأ الرقم “الأساسي” الذي يتم مراقبته عن كثب أيضا إلى 2.6% من 2.5% حيث بدأ تضخم الخدمات، وهو مصدر قلق رئيسي لمعظم العام الماضي، في التحرك أخيرا، وربما يخرج من نطاق مرتفع بعناد.
يؤدي التضخم إلى تآكل القوة الشرائية للمستهلكين، ما يقلل من قدرتهم على شراء السلع والخدمات بالمقدار نفسه من المال.
وجاءت المفاجأة الصعودية الرئيسية في أسعار المواد الغذائية غير المصنعة، حيث ارتفع معدل التضخم لهذا المكون إلى أكثر من الضعف ليصل إلى 3.1%.
قام البنك المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة 5 مرات بالفعل منذ يونيو الماضي في إشارة إلى تباطؤ التضخم بسرعة ومن المتوقع أن يستمر البنك في التخفيض حيث بدأت الحاجة إلى دعم النمو الاقتصادي الضعيف في التغلب على المخاوف بشأن النمو المفرط للأسعار.
وكان اقتصاد منطقة اليورو راكدا على نطاق واسع خلال معظم العامين الماضيين وليس هناك ما يشير إلى أن الانتعاش الذي طال انتظاره بدأ في التبلور.
ويمكن أن يؤدي التضخم المرتفع إلى عدم مساواة في توزيع الدخل، حيث قد تتأثر الطبقات الفقيرة والمتوسطة بشكل أكبر من الطبقات الغنية التي تمتلك أصولًا قد ترتفع قيمتها مع التضخم، وفي حال ارتفاع معدل التضخم بشكل كبير، قد تلجأ البنوك المركزية إلى رفع أسعار الفائدة للحد من الإنفاق والاقتراض، ما قد يؤدي إلى التباطؤ الاقتصادي أو حتى الركود.
يذكرأن التضخم يمكن أن يؤثر في تنافسية الصناعات الأوروبية في الأسواق العالمية، حيث قد تصبح الصادرات أكثر تكلفة مقارنة بالمنتجات من الدول ذات التضخم الأقل، كما يمكن أن يجعل التضخم سداد الديون أسهل من ناحية المبالغ الثابتة، لكنه يزيد من تكاليف الاقتراض المستقبلية إذا ارتفعت أسعار الفائدة.