الأسهم السعودية

الطيران السعودي .. كيف تخطط السعودية لمستقبل السفر؟


لم يكد الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود، يترجل عن صهوة جواده “عبية”، بعد أن وحد السعودية ورسم خريطتها الجغرافية، حتى امتطى السحاب بطائرة من نوع “دي سي 3” ليصل السعودية بالعالم، كان ذلك في 27 مايو 1945 وهو العام نفسه الذي شهد افتتاح أول مطار سعودي “مطار الملك عبد العزيز الدولي ” الذي تأسس في حي الفيحاء شارع عبدالله سليمان بمدينة جدة، ليكون بوابة جوية لمئات الملايين من المسلمين الذين يزورون الحرمين الشريفين سنويًا.
بعد نحو 8 عقود، أصبحت مطارات السعودية ضمن أفضل 100 مطار عالمي بحسب تصنيف سكاي تراكس 2023، فاحتل مطار الملك خالد الدولي المركز 27، فيما أصبح مطار الملك عبد العزيز الدولي في المرتبة 41، وفي العام نفسه بلغ عدد الركاب في المطارات السعودية 112 مليون راكب بزيادة نسبتها 26 % عن 2022، ووسط تطلعات أكبر، أعلن عبد العزيز الدعيلج رئيس الهيئة العامة للطيران المدني منذ أيام، أن الهيئة تعمل على إنشاء 6 مطارات جديدة، بجانب إضافة 9 صالات للمطارات الحالية.
التوسعات الجديدة، تأتي كخطوة أساسية لتحقيق رؤية 2030 التي شملت ضمن أبرز محاورها، تعظيم الاستفادة من الطيران من خلال مضاعفة عدد المسافرين ليصل إلى 330 مليون مسافر في 2030، ومضاعفة الطاقة التصميمية لمستودعات الشحن إلى 4.5 مليون طن بعد أن كانت أقل من مليون طن، بجانب الوصول إلى 250 محطة حول العالم، كما استهدفت الرؤية استثمارات حكومية وخاصة تزيد على 100 مليار دولار.
وخلال الأعوام الماضية، تمكن الطيران السعودي من قطع نصف الطريق، من خلال تعظيم إسطوله المدني الذي وصل إلى 142 طائرة من أحدث ما أنتجته مصانع الطائرات العالمية، كما تمكن من زيادة عدد محطاته المباشرة التي تطير إليها الناقلات الوطنية أو الأجنبيية لتصل إلى 148 محطة بعد أن كانت 99 في 2019، أما تحسين الخدمات المقدمة للمسافرين فكانت حاضرة بقوة مثل تدشين الخدمة الذاتية للجوازات في مطار الملك خالد ليكون أول مطار سعودي يقدم هذه الخدمة، إضافة إلى حصوله على شهادة اعتماد جاهزية الصحة العامة والسلامة من مجلس المطارات الدولي “إيه سي آي”، كما حصلت أكاديمية مطارات الرياض على عضوية “تي تي بي” من منظمة الطيران المدني الدولي في وقت قياسي، لتكون أول أكاديمية تابعة لمطار في السعودية تحصل عليها.
هذا النجاح كان يسير بالتوازي مع نجاح القطاع السياحي الذي جعل السعودية تتصدر قائمة الأمم المتحدة لنمو عدد السياح الدوليين في 2023، إذ تخطى عدد المسافرين إلى السعودية 100 مليون في هذا العام، وبإنفاق تاريخي وصل إلى 135 مليار ريال، لذلك لم يكن غريبا أن تعيد السعودية ترتيب أهدافها لتستهدف قريبا 150 مليون زائر، وأن تؤكد أن كل خطوة ستتماشى مع معايير الاستدامة البيئية، فالمطارات الجديدة التي سيتم إنشاؤها صديقة للبيئة، وكذلك الطائرات التي ستنضم للإسطول المدني السعودي لاحقا، خاصة أن الهيئة العامة للطيران أطلقت في 2022 مشروع تطوير الاستدامة البيئية لخفض الانبعاثات الكربونية، ونتيجة لهذا حصل مطار الملك خالد، ومطار الأمير محمد بن عبد العزيز على شهادة الاعتماد الكربوني المستوى الثاني، ضمن برنامج “إيه سي إيه”.
وإذا كانت بريطانيا أدركت ما يحدث على أرض السعودية حين أعلنت شركة طيران الخطوط الجوية البريطانية، استئناف رحلتها من مطار هيثرو في لندن إلى جدة بداية من 4 نوفمبر المقبل، وذلك بواقع 4 رحلات أسبوعية، فإن مؤتمر مستقبل الطيران الذي تعقد نسخته الثالثة في الفترة من 20 إلى 22 مايو الجاري، فرصة استثمارية كبيرة لبقية الدول، في ظل عرض السعودية فرصا استثمارية بأكثر من 50 مليار ريال، إضافة إلى وجود أكثر من 5 آلاف خبير في صناعة الطيران، مهمتهم المشاركة من أجل تشكيل سفر المستقبل الذي تقوده السعودية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى